لنبدء بسؤال البداية ،
1 _ كيف أتيت إلى الفن التشكيلي ؟
بدءا شكرا على هذا التواصل الجميل، أما بخصوص البداية، فقد كانت منذ الطفولة أي بالمدرسة الابتدائية، كنا نرسم على جدران الحي في إطار حملات النظافة، الرسم كان يتم بالفحم وبطريقة بريئة عفوية وتلقائية : ثم انتقلت للرسم على الورق خاصة في مادة الفنون التشكيلية "الرسم" وهكذا بدأت تجربتي أو علاقتي بالفن تتطور شيئا فشيئا حيث صادفت فنانا تشكيليا فرنسي اسمه Pierre Reymond الذي وجهني ومنحني أولا الثقة بالنفس ثم منحني فرصة الاشتغال معه هنا بمدينة الصويرة، أساعده، و في الوقت نفسه أغتنم الفرصة لصقل----- موهبتي ، ويرجع له الفضل أيضا في تجربتي الفنية تقنيا ، أما بخصوص المواضيع التي أعالجها وأرسمها بريشتي فهي مواضيع ذاتية، يغلب عليها الطابع العصامي.
2 _ و بخصوص لوحاتك التشكيلية؟
يمكن أن ا تحدث عن لوحاتي بارتباطها بمراحل، هناك مرحلة واقعية بدأت منذ سن 16، بعدها أتت مرحلة أعتبرها مهمة في مساري الفني، مرحلة البحث عن أسلوب ذاتي شخصي يميزني عن الآخرين ، هذا الأسلوب ضرب لجميع التقنيات الأكاديمية يعتمد على شيء من الظل و الضوء، و البعد النظري هذه المرحلة كانت ثورة على المرحلة الأولى لماذا ؟ لأن تلك الفترة لم تكن لذي حرية – كنت مقيدا بعدد من القواعد الأكاديمية، أما الأسلوب الحالي, الذاتي، فهي مرحلة بالنسبة لي مفعمة بالحرية أعمل وأوظف مواد خام ( الخرقوم، الأدوية، النجارة ..........)ا لدباغة التي تستعمل في الحرف التقليدية، أما موضوع اللوحات فأشتغل على الذاكرة المفقودة حكاية الجدة، -- أطفال الدرب، استحضرفي لوحاتي الأسطورة الشعبية ( عيشة قنديشة، رأس الغول ، الشجرة الخفية .... كما استحضر اللامرئي والمرئي القريبين من المتلقي وعموم الناس ، أي أخاطب من خلال لوحاتي هموم الناس و اليومي المعيش، حيث أعيد له ذكريات طفولته و حنينيه إلى ماضيه .أمابالنسبةللمتلقي الأجنبي هنا بالصويرة يقرأ أيضا لوحاتي من زوايا لأخرى وتتبلور لديه أسئلة مختلفة قد تحيي فيه شيئا من ماضيه ,\من تقاليده وعاداته....
3 _ لنبقى في لوحاتك, ما هي الإشارات التي تريد توجيهها للمتلقي؟
أجد نفسي في بعض الأحيان، أشتغل على الذاكرة المفقودة، ثم أجدني أحاور اليومي المعيش بكل تجلياته و دلالاته العميقة، لأن الموضوعات تأخذني بقوتها إلى مواضيع أخرى غير التي رسمتها أثناء مزاولتي عملي الفني ,في اللوحة أتعامل مع هموم الناس, انشغالاتهم انتظارا تهم في حقبة تاريخية واضحة المعالم، لكن أجدني منخرطا في هموم الإنسان و انشغالاته الحالية أي انتقل من الماضي إلى الحاضر .
همي الفني بعيد عن التجاري في لوحاتي، ما يهمني هو صفاء وأناقة وبراءة ما أرسم لأن اللوحات مثل الكتاب، المسرح، نقية، وضرورة أن تحمل رسالة إنسانية ، وان تحمل أيضا رسالة واضحة, عميقة إلى المتلقي المفترض.
4 _ وماذا بخصوص الألوان المستعملة في لوحاتك ، ما هي دلالات اختيارها؟
كما ترى اللون الأصفر يطغى على لوحاتي، أي تجده تقريبا بجل اللوحات، لماذا؟
لأن الأصفر ، لون الأمل, لون الضوء، ولكن هناك ألوان أخرى، مثل الأزرق، الأخضر....
5_ يقال أن مدينة الصويرة مدينة الفن التشكيلي بامتياز، ما تعليقك؟
مدينة الصويرة تضم رسامين كثر، أما بالنسبة للفن التشكيلي، فمسألة أخرى, يجب توظيف الأسماء في محلها الحقيقي. لأن الفنان يجب أن يحمل معايير أخرى كالإبداع (مبدع- خلاق ، مبتكر، مطور لتجربته الفنية) أما الرسام يبحث عن السوق ، عن متطلباته اليومية، ، أما الفنان، فيعش أحداث مجتمعه، والأحداث المحيطة به، يتفاعل معها وتتفاعل مع فنه ، و هذا التفاعل هو الذي يعطينا لوحة رائعة معبرة وأيضا صادقة.
6 _ وماذا عن النقد ؟
أعمالي حضيت بقراءات ودراسات نقدية، أفادتني كثيرا، لأنها توجهني نحو الأفضل، وأعتز بها لأنها قراءات موجهة، وليست قراءات مجاملة لأن في اعتقادي الشخصي أن المبدع الفنان في حاجة لنقد بناء نقد بعيد عن المجاملات التي اعتبرها بدون جدوى.
7 _ وماذا أيضا بخصوص المعارض التي شاركت فيها ؟
شاركت في عدة معراض سواء داخل المغرب ( الصويرة ، الدار البيضاء مراكش ) أو خارجه ( فرنسا ، أمريكا)
أما بالنسبة للفنان في مدينة الصويرة، فهو في حاجة لاحتضان، في حاجة لقاعات العرض كما في الغرب، حيث الفنان يحتضن من قبل مؤسسات أو أناس، يدعمونه ماديا ومعنويا، أما هنا فالفنان، يبدع ويبحث لوحده عن قاعات العرض، لأن الصويرة لا تتوفر على قاعات مؤثثة بجميع المعايير الفنية و الجمالية.
ماذا استفدت من المعارض التي شاركت فيها داخل و خارج المغرب ؟ 8 _
خارج الوطن، هناك تقدير جميل للوحاتي الفنية.
أم داخل المغرب و في الصويرة بالخصوص، لازلنا نفتقد لتربية فنية لدى المتلقي، ما نقوم به من معارض، اعتقد فهو للأجيال القادمة ، ربما التي تمتلك تربية فنية ، تربية الصورة، تربية الذوق الرفيع الجميل الراقي.
9 _ ما جديدك ؟
أحاول أن يصبح عملي الفني كفنان تشكيلي متطورا، ابحث في المادة بالدرجة الأولى أبحث في طريقة الاشتغال، أما بالنسبة للمواضيع، فهناك تأثيرات داخلية و خارجية تؤثر في دواخلي و في عملي الفني، و أتجاوب معها من خلال الريشة ,اللون، المادة أي من خلال اللوحة .
كلمة أخيرة 10 _
أتمنى صادقا أن يقنن الفن التشكيلي في مدينة الصويرة، و أن يحترم الفنان فضاءات العرض ، من أجل فن تشكيلي أنيق ، راقي و رائع، كما أتمنى أن يقدم المسؤلون المحليون دعما أكثر, ماديا ومعنويا للحركة التشكيلية خصوصا فنانو مدينة الصويرة المبدعون المحليون كما أتمنى أن يساهم القطاع الخاص و الرواج السياحي في دعم الإنتاج الفني بالصويرة و ذلك من خلال دعم المبدعين و مؤازرتهم و التعريف بإبداعاتهم
التقاه محمد معتصم