L’artiste plasticienne Saida El Kiyale


    La poétique  du dedans

    Saida El Kiyale ( vit et travaille à  Casablanca )

    a participé à la 3ème édition de l’exposition «  Visions… »  organisée récemment par l’Association Bassamat des Beaux Arts  au Forum de la Culture (ex. Cathédrale Sacré Cœur), et ce  aux cotés de plus de 65  artistes peintres dont le style est  original et bien recherché. Pour Saida,  cet événement de grande ampleur  a été considéré  comme une fête  conviviale riche d’échanges et d’émotions qui a révélé aux passionnés des arts plastiques les couleurs et les formes propices aux rêves et à l’évasion.  A ce propos, elle  nous a confié : «  C’est un honneur pour moi d’exposer avec d’autres  artistes, tous styles confondus,  qui ont marqué par leurs œuvres ce rendez-vous artistique, l’un des grands moments de la vie culturelle de Casablanca ».  Peintre aventureuse, Saida figure parmi les artistes peintres de la   tendance gestuelle qui  mettent en forme  la touche par le mouvement du geste  devenant l’essence même de l’œuvre. 
    Elle est passionnée  par les impressions, en mettant en toile  tous les registres visuels connotatifs relatifs à  l’espace du dedans.

     



    Dans ses récents travaux forts éloquents, on décèle   un  style   fondé sur la spontanéité du geste et la notion de la vitesse, ce qui  dynamise davantage la surface de la toile dans une organisation informelle proche des artistes abstraits.
    Chaque touche  se veut une note polyphonique qui  participe à l’élaboration  des lignes de force, du mouvement ascendant de « croisée des chemins » ou de ses états d’âme « entre  le dedans et le dehors  », en entraînant l’œil dans le labyrinthe des gestes qui nous font pénétrer dans les espaces intérieurs.
    Marquée par les passions et les expressions libres de la peinture lyrique, Saida exprime par la gamme chromatique mixte la quintessence de ses contemplations subjectives dans une atmosphère proche de  la démarche expressionniste.
    En dehors des voies qui privilégient le réel allusif, l’abstraction chez
    elle constitue un choix libre dans un monde complexe voire une grande aventure artistique. Elle conserve d’une part la structure de la composition informelle et d’autre part, la luminosité de la touche néo- abstraite.


    Nouveau tournent stylistique dans son parcours pictural, la peinture de Saida se veut  non allusive mais toujours connotative. Elle structure la surface par la vie des touches, dans un esprit qui symbolise «  le retour à la source » et l’esprit d’une nouvelle sensibilité.


    L’univers de ses formes n’est pas celui de la nature recomposée mais d’une référence aux œuvres de grands maîtres du constructivisme abstrait. La touche s’élargit en séquences, les couleurs primaires se confondent à des graphismes personnalisés qui soulignent ou imitent les masses colorées tandis que les atmosphères, équilibrées par des notes d’intention, répartissent équitablement les masses.
    Espaces très clairs au niveau du centre d’intérêt, ses toiles découlent de l’harmonie sous-jacente des tons  multiples qui unifient les couleurs entre elles et imbriquent les touches interrompues sans les souder.


    Après avoir peint des tableaux  figuratifs (natures mortes, paysages et scènes réalistes), Saida oriente sa démarche représentative vers la voie spontanée de l’abstraction, dont la production se situe à mi- chemin entre la poésie et la peinture pour mettre en relief l’osmose spatiale et le sens cosmique des harmonies colorées.


    A.C

     

    تجربة الفنانة سعيدة الكيال :

    جدلية الخفاء و التجلي

    إن معالجة الفنانة سعيدة الكيال للبناء الحروفي القائمة على تجريب عدة فضاءات تشكيلية و مواد صباغية لا تخلو من راهنية إبداعية و انشغال حداثي ،حيث أصبحت الهندسة الحروفية من حيث بنياتها و إبدالاتها جزءا لا يتجزأ من مشهدنا التشكيلي المعاصر،كما غدا الاشتغال على وحداتها البصرية رمزا موشوما من رموز ذاكرتنا الجماعية من باب الأصالة و المعاصرة في الآن ذاته.
    لم تنقطع الأبحاث التشكيلية في مسار الفنانة  سعيدة الكيال، فقد تمكنت من سبك بديل موضوعاتي يتمثل في توظيف بعض أسماء الله الحسنى ،و بعض القرائن الحروفية الدالة وفق هاجس إبراز قيمها الجمالية، و أبعادها الترميزية بعيدا عن كل تنميق و زخرفة مبالغ فيها.
    في حضرة أعمالها التشكيلية التي تنحو حاليا نحو التجريد الخالص بوصفه لغة بصرية تتأسس الشذرات الحروفية على ملكة الاقتصاد البلاغي و التكثيف الإبلاغي. فزمن المشاهدة هو الذي يبني المعنى، و يتحكم في سيرورة الدلالة. الفعل الإبداعي عند  سعيدة الكيال ملازم تماما لجوهر الحياة في صفائها و بهائها، و منخرط في إيقاعاتها المرئية و اللا مرئية ،منتصرا في ذلك إلى سلطة المتخيل بكل تداعياته و إرهاصاته المعنوية. إن الفنانة  سعيدة الكيال تتمثل الفعل الإبداعي على هذا النحو خارج التجارب الأسلوبية التي تختزل العمل الفني في "صنعة" تملأ الفراغات ،و في نشاط بصري عرضي. إنها مهووسة، في لوحاتها الجمالية كما في تأملاتها الفكرية ،بالبحث عن الجوهري المنفلت باستمرار،حاملة هموم حلم مثالي يزاوج بين إكراهات الواقع و مراقي الخيال.
    فبمعزل عن الأحكام المسبقة و المعايير المسكوكة، يجد المتلقي المشاهد في أعمال هذه الفنانة ضالته البصرية المنشودة. فأثرها الإبداعي بمثابة كائن مستقل يخاطب فينا الفكر و الذكاء و الحس، و هو لعمري كائن رمزي ينزاح عن مسالك السرد و التشخيص و المحاكاة ، مبحرا في محيطات تشكيلية تتفاعل من خلالها و عبرها العناصر الجمالية من لون، و خط ،و تركيبة ،و منظور،و قيمة ضوئية ،و نسيج . فهذا التفاعل هو الذي يشكل بؤرة التلقي و مرجعيته الخاصة ،و كذا مفتاح عتباته الإبداعية.
    لقد فعلت الفنانة  سعيدة الكيال ملكتها الإبداعية في الوقت المناسب، مقتنعة تماما بأن النضج الفني نتيجة بناء متواصل اقتداء بقول شيخ علوم التربية بياجي : "إن الإبداع ليس نقطة انطلاق بل نقطة وصول".
    تتسم أعمال الفنانة ،إذن، بإيحائها الزمني الممتد، و بخيالها المجنح الذي يحول الهاجس الذاتي إلى الوازع الموضوعي ،إضافة إلى استدراج الذاكرة و توظيف الرؤية الجمالية في مقاربة البنى الحروفية و تشاكلاتها المتنوعة. فإلى جانب المهارة و الملكة ،تفوقت الفنانة  سعيدة الكيال في تكثيف المنحى الرمزي للعمل جاعلة منه معلمة طريقها في متاهات تأكيد الذات و ما تثيره من تساؤلات ،هي المبدعة التي تستحضر لحظاتها المشهدية الحاسمة في حالة شبيهة بحلم اليقظة. إنها تنسج خيوطا فاتنة و حالمة مع صفاء بياض اللوحة و بهاء فراغها. إنها، أيضا، تخترق حجاب الرؤية الحبلى بالتداعيات ،والهواجس ، و الانشغالات الكبرى.ألا يتعلق الأمر ،هنا ، بحدوسات المكاشفة التي تسبر أغوار الأعماق عن طريق الحرف / الرمز و البناء / الشكل ؟
    على درب الشعراء و صناع الجمال الفني ،تحاول الفنانة في ضوء سيرورة إبداعها التعبير عن المنفلت من خلال لغتها المصورة التي تداركت ،شأنها في ذلك شأن عدة تجارب       تجريدية ،هوامش ثقافتنا الشفهية مقترحة أشكالا تعبيرية صامتة و ناطقة في الآن ذاته، صامتة من حيث أبعادها التأويلية ،و ناطقة من حيث تركيباتها اللونية ووحداتها الشكلية.
    عوالم منفتحة ،هي لوحات الفنانة  سعيدة الكيال التي ترفض توليف أعمال الآخرين بمرجعياتها المتعددة ،و تستبعد كل المنتوجات الاستعراضية و الخطاطات التعبيرية. إنها لوحات تنهض كاستشراف جمالي و عشق للحياة الطبيعية في ظل انتشار الوسائط الثقافية الإعلامية الجماهيرية. لوحات لا تولد العماء البصري ،بل اليقظة الجمالية بآثارها و ممكناتها التي تجعل من الإبداع ممارسة ثقافية و قضية فكرية بامتياز (أتذكر مشروع أندري مالرو).
    تثير هذه الأعمال المنعطفة من البناء الحروفي و الخاص إلى البناء التجريدي العام "متعة العين"، طارحة أسئلة حارقة حول وعينا البصري المعاصر، و معتبرة مغامرة الإبداع التشكيلي من باب "الاستحالة الممكنة"، فالفنانة ترى بأن الإبداع الحروفي هو هوية الفن الإسلامي المعاصر. إننا في مقام صحراء المعنى، حيث تتوحد الذوات مع كينوناتها ،وتتماهى مع إيقاعاتها الزمنية و المكانية. ها هنا، نحتفي بيد  سعيدة الكيال، و بحدة رؤيتها ،و رصانة أسلوبها. إنها لا تصور العالم الرمزي كما هو ،بل كما يحتمل أن يكون ، لقد حفزت خيالها و شحذت بصيرتها على طريقة التعبيريين الانطباعيين ،مهووسة بالنور و اللون ،و مسجلة حالة رؤيوية تحاور الإدراك و الفعل التصويري معا عبر لغة الفيض البصري.
    جمعت هذه الأعمال ،إذن، بين الهوية الزمنية لتشكيلها و تركيبها التصاعدي و الذري ، محررة قاموسها الإبداعي من كل إنشاء أدبي و سرد حكائي ،و مخلصة للذات فكرا و وجدانا بناء على منطق "الضرورة الداخلية" التي تحدث عنها بإسهاب الفنان الروسي كاندنسكي (الروحاني في الفن) ،و اقتداء بلعبة "جعل اللامرئي مرئيا" بتعبير الفنان بول كلي.
    تختار سعيدة الكيال، بحذق و تريث، و حداتها البصرية انطلاقا من نزعاتها البحثية و التجريبية ، مهندسة بشكل بليغ قيمها التجريدية ،و مؤثثة العلاقات التفاعلية بين الكتل و الفراغات ،و الأضواء ،و الظلال ،و الانعكاسات.
    إن ما تقدمه هذه الفنانة تركيبات دينامية يقظة وصرفة تترجم موقفها الخاص و المحايد من الأشياء و الكائنات. فهي تضفي على اللوحة المسندية بعدا رمزيا يزج بها في عالم الإشارة لا الأيقونة، الشيء الذي يفصح عن جوهر الأشياء و امتداداتها في الوجود. إننا إزاء "تجربة كشفية" تفصح عن حقيقة الموجودات، أي عن الأثري في آثارها في ضوء جدلية الخفاء و التجلي. ألم يكتب هايدغر: " إن ماهية الفن هو وضع حقيقة الكائن لذاتها في الأثر"؟
    في هذا السياق، ينتقل الأثر الفني من فعل المقصدية الذي يركز على الموضوع إلى فعل الحضور الذي يركز على الذات كماهية و أسلوب في الوجود كما يشي بذلك سياق الاحالات المرجعية المنفتحة على مختلف الآفاق و المدارات. إنها شهادة أخرى على ثراء معاني أعمال الفنانة  سعيدة الكيال التي تكشف عن عالم ،و العالم هنا هو عالم الإنسان بكل تمثلاته المادية و الرمزية معا ،حيث يقيم الأثر التشكيلي في المجال المفتوح للكائن. أليست الحقيقة في أصلها الإغريقي "أليثيا" تعني "لا خفاء الكائن"؟
    تشكل هذه الحقيقة المتجلية البنية الفوقية لأثر سعيدة الكيال، و تدل دلالة واضحة على رؤيتها الوجودية للإبداع الذي يتحدد كأسلوب جمالي لإخراج الموجودات في ضوء الصراع القائم بين الخفاء و التجلي. هكذا ،عمدت الفنانة على عدم التقيد بإعادة إنتاج الأشياء المرئية و الواقعية ،إذ أسست أثرها على كثافة الشكل و ما تقتَضيه من انزياح جمالي من منظور شعرية التلقي.
    فالفنانة مهووسة بتثبيت الحقيقة في اللوحة ،مما يجعل عملها الفني أثرا مفتوحا (أتذكر أمبرطو إيكو) يخاطب قراًء، أعني متلقين نموذجيين يدركون حدود التأويل و دروبه غير المتناهية.
    في أعمالها الحروفية الأولى ،استوعبت جيدا الفنانة الإرث الدلالي الذي يقرن الجسد بالكتابة و يعتبرهما وجهين لعملة واحدة على المستويين الوجودي و الاستبدالي كما حلل ذلك رولان بارت (لذة النص) : فالجسد مسكن للروح ، و الحرف ظل للصوت و الفكر معا. ألم يتصور ابن عربي الزواج الفريد بين حروف الهجاء كأنها أجساد في حضرة طقوسية (رسالة الحروف) ؟
    أما في أعمالها التجريدية الجديدة ،فنجد عدة معادلات رمزية للعالم في شكل لمسات و تركيبات لونية و تصويرية و هي عبارة عن تمثلات متسامية (Sublimé) للجسد بكل حلقاته الغائبة. هكذا يصبح الفكر ترجمانا لحرارة الشكل و تدفقاته الانسيابية . من ثمة ، فاللوحة نص بصري بديل للجسد الحروفي و قناع من أقنعته المتعددة ؛لأنها صيغة رمزية تمارس، بشكل سلس و بليغ ،جدلية الخفاء و التجلي التي تغترف من سجلي الأرض / النار  و العالم / الماء ،متحدية الانغلاق و مراهنة على الامتلاء و التوهج في ضوء رؤيتها الحالمة للعالم.
    للإشارة ،فقد شاركت الفنانة  سعيدة الكيال (تعيش و تعمل بالدار البيضاء) ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي للفن المعاصر ،وكذا في إطار الدورة الثالثة لمعرض "رؤى... " و غيرها من المعارض الجماعية التي احتضنتها بعض كبريات المدن المغربية.
    د.عبد الله الشيخ
    (ناقد فني)

    © 2024 Your Company. All Rights Reserved. Designed By JoomShaper

    Please publish modules in offcanvas position.