في إطار زيارة وفد من المشيشييّن العلميين للأقاليم الصحراوية قيم المواطنية وصيانة الوحدتين الترابية والمجتمعية

    السمارة

    يواصل وفد يمثّل الشّرفاء العلميين، الذي يقوم بزيارة إلى الأقاليم الجنوبية برئاسة النقيب عبد الهادي بَرَكة، وذلك في سياق الوعي الوطني لسليلي مولاي عبد السلام بن مشيش بإحياء وإبراز الروابط التاريخية والرّوحية العريقة بين الأقاليم الجنوبية للمملكة وأقاليم الشمال.

    وهكذا، فبعد الزيارة الناجحة التي قام بها الوفد إلى مدينة العيون، حيث زار زاوية سيدي أحمد لغظف، وشارك في الندوة العلمية الدينية التي نظمها المجلس العلمي لمدينة العيون، توجّه صبيحة يوم السبت إلى مدينة السمارة. وفور وصوله، قام رفقة ممثلين عن قبيلة الرّكيبييّن بزيارة إلى "زاوية سيدي أحمد الركيبي"، الذي يبعد عن مدينة السمارة بحوالي 160 كلم، وذلك تحقيقا للروابط والوشائج الروحية والتاريخية التي تربط شرفاء الشمال بشرفاء الجنوب. وصباح يوم الأحد عقد الوفد ندوته الثانية بتنسيق مع المجلس العلمي المحلّي بالسمارة تحت عنوان: "قيم المواطنية ودورها في صيانة الوحدتين الترابية والمجتمعية للمملكة الشريفة"


    وفي كلمة ترحيبية أشار رئيس المجلس العلمي إلى عمق الروابط التاريخية والوطنية التي تجمع شمال المغرب بجنوبه، والتي يعتبر فيها الأولياء والصلحاء رابطة أساسية في هذه العلاقة .كما أكد على الدور الذي تلعبه الزوايا الدينية في تقوية وتمتين الجبهة الداخلية، وفي صيانة مقدسات وثوابت الأمة . بعد ذلك تناول الكمة الأستاذ عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين حيث أبرز أبعاد هذه الزيارة إلى الأقاليم الصحراوية، وخصوصا إلى مدينة السمارة المجاهدة التي تزخر العديد من الشخصيات الروحة والصوفية (سيدي احمد الركيبي، سيدي أحمد لعروسي، زاوية ماء العينين). وشدد السيد النقيب على الدور التاريخي الذي يقوم به جلالة الملك في ترسيخ الروابط الوطنية، وفي إعطاء المثال الصريح على الوطنية باعتباره ملكا شعبيا محبوبا يروم تحقيق نظام ديمقراطي حقيقيّ،   ومن ثم فإن الخطاب الملكي ليوم 09 مارس 2011 كان مؤشرا حقيقيا على رغبة جلالة الملك في النهوض بالمغرب وتحقيق تقدمه. وأكد بالخصوص على الوحدة الدينية والوحدة السياسية باعتبارهما أساسين للمواطنة بالمغرب.


    مداخلة الأستاذ عبد اللطيف حدوش، عضو المجلس العلمي لمدينة طنجة تناولت بالتحليل إمارة المؤمنين باعتبارها صفة خاصة بجلالة الملك في العالم العربي، مبرزا مزاياها وضرورتها للحفاظ على الهوية والثوابت. وهي صفة دينية وليست سياسية. وقد ربطها بالإمامة الكبرى حسب تعبير كتب الفقه. ثم أشار حدوش إلى فوائد إمارة المؤمنين التي تتمثل في تلازم الإمارة والدين في توحيد الأمة وجمْعا للشمل.


    أما مداخلة الأستاذ عبد الكرم الطرماش فقد ركّز فيها على الخطاب الصوفي الذي يقوم على لغة القلوب. وقال إن المرجعية الدينية أداة قوية لانطوائها على قيم الإنصاف والتي تنعكس على السلوك وعلى الثقافة الجهوية الموسّعة التي تخدم الصالح العام . كما أبرز المتدخل مختلف الأدوار التي لعبتها الزوايا والأضرحة في بلادنا وعلى رأسها مفاهيم المواطنة والتعاضد والانسجام ورغبة وحماية الذات وتشكيل قوة الخطاب الصوفي في الإنسان

    المداخلة الموالية لعضو المجلس العلمي المحلي بالسمارة ركزت على مفهوم المواطنة حيث أبرز أن المواطنة الحقة تتطلب مثل هذه الزيارات من شمال المغرب إلى جنوبه. ومن ثمّ فإن دور هذه الزيارة ترسخ تعميم النسب الشريف والبيعة ومظاهر الوحدة والترابط الدموي بين الشمال والجنوب. وفي النهاية تُليت رسالة وفاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك. وقد توجت هذه الزيارة إلى مدينة السمارة بزيارة روحية ووطنية إلى ضريح سيدي أحمد العروسي وزاوية ماء العينين قُرئت فيهما آيات من الذكر الحكيم وبعض الأمداح النبوية.

     

    © 2024 Your Company. All Rights Reserved. Designed By JoomShaper

    Please publish modules in offcanvas position.