مِنْ أجْل متخيَّل مُشترك

    منصف الأندلسي

    يدعونا المعرض الدّولي للفنّ، الذي ينعقد بمدينة الدار البيضاء في دورته الثانية، إلى القيام بنزْهة رمزيّة عبر لوْحة غنيّة ومتعددة: تقديم أعمال فنية لفنّانين من داخل المغرب ومن خارجه يسْبرون أغوارَ الثقافات والحضارات ليخرُجوا منها نفائس من حساسيات مختلفة وطاقات إبداعية، وإقامة معارض تضمّ عددا من اللّوحات الفنّية والمنحوتات والمجسّمات، ومحترفات تكوينية في مجال الفنّ التشكيلي، فضلا عن تنظيم موائد مستديرة للنقاش وتبادل الرأي، وندوات تتعلق بمختلف جوانب الفنّ التشكيلي. إنّه افتتان للروح والعقل، وإحساس بالامتلاء والتسامي أمام الألوان والأشكال المتنوّعة.

    من ثمّ، فإنّ المعرض يسمح ، إذن، من خلال اقتراحه لبرنامج غنيّ متنوّع في الآن نفسه، بتحقيق التقارب المأمول بين الزّوّار وبين الفنانين الذين تتضافر في تجاربهم كلّ اتجاهات وأشكال الإبداع التشكيلي المعاصر(اللَّعِبِي، المفهومي، المعتمد على المادّة، الحُلمي، الافتراضي...)، والمتعدد المعاني في الآن ذاته بصورة عامّة. ففي إطار روح التنوّع والتعدّد، وهي الروح التي تسندها رؤية متعددة الأبعاد، ينخرط المعرض الدولي للفنّ في نسخته الثانية في سياق تطويريّ يعطي دينامية أكْثر للنشاط الفنّي باعتباره تأويلا جماليّا ووساطة فكريّة وحسّيّة.

    فالمعرض، الذي يشارك فيه عدد هامّ وكبير من الفاعلين الفنّيين والثقافيّين المرموقين، ليوفّر فرصة أخرى يلتقي فيها عشّاق الفنّ التشكيلي الذين يتطلّعون إلى تأهيل تراثنا البَصَريّ الغنيّ والخصب، وتعزيز قيَم الاقتسام والانفتاح. وتتجلّى خصوصية معرضنا في السماح للفنانين باقتراح طرائقهم الفنية في شكل جديد بإبراز الحوامل والوسائط بكل حرية، وذلك عبر تقديم تجارب معاصرة جديدة، وكذا عبْر تحقيق تواصل مباشر مع الجمهور الوافد على المعرض، وهو الجمهور الذي يمكنه اكتشاف، أو إعادة اكتشاف الأعمال الفنّيّة وفق أسلوب جديد وغيْر مسبوق.

    إنّ الفضاء الحميميّ لمكتب معارض الدارالبيضاء سيسمح كذلك بعقد لقاءات مباشرة وحوارات ومناقشات وجها لوجه بين مختلف الفنانين المشاركين في معرض هذه السنة، وبين عُشّاق الفنّ. فبفضْل كلّ شركائنا، من القطاع الخاصّ ومن المؤسسات، استطاعتْ وكالتنا أنْ تنجز مهمّتها الثقافية بعزْم وثبات. تلك المهمّة المتمثّلة في تقديم تجارب فنّية من داخل المغرب وخارجه، ومن ثمّ المساهمة في تلقين فنّ الرؤية من خلال تطوّر الأشكال والحركات والأفكار...فليجدْ شركاؤنا هنا التعبير الصّادق عن امتناننا وشكرنا الموصول لهم.

    لقد ربح معرضنا، في دورته الثانية هذه، الغنيّة بالتعبيرات الفنّيّة، رهانَ استمراريته وترسيخ مكانته داخل مختلف المعارض الفنّية التي باتتْ تؤسّس فضاءً للحوار والاغتناء المتبادَل

    © 2024 Your Company. All Rights Reserved. Designed By JoomShaper

    Please publish modules in offcanvas position.