الحاجة كنزة، فنانة مهاجرة في تراث موطنها الأصلي

الحاجة كنزة، هذا هو الاسم الذي تتداوله قاعات العرض الفني في العاصمة الهولندية. فهي سيدة تطل على عقدها السابع، و لكنها تمارس إبداعها  التشكيلي بقوة الشباب، ألوانها ناصعة، شخوصها حية، مفعمة، وتعبيراتها الفنية طموحة.
لا تتحدث كثيرا عن إبداعها التشكيلي، و لكنها تترك لوحاتها اليافعة تتحدث نيابة عنها، فهي تبوح بكل شيء، بأسرارها الداخلية، و بهويتها الثقافية، و بمرجعيتها الحضارية. وحدها هذه اللوحات تقول في قاعات العرض بهولندا، إنها مغربية حتى النخاع تحكي قصص العروسات و العاشقات و تحكي قصص طفولة مدينة تطوان، حيث تسكن الحمام في قلوب المنازل البيضاء.
و لأن أعمالها الإبداعية تبوح بأسرارها علانية، استطاعت أن تخترق الجدران، و تصل إلى منازل و قصور النخبة في هولندا، كما استطاعت احتلال مواقع متقدمة في إدارات و مقاولات هذا البلد الذي ساهم بفعالية في صنع النهضة الثقافية بأوروبا و عمل على بلورة هذه النهضة على الواجهة الحضارية بكل جدارة.
محمد أديب السلاوي
كاتب و ناقد فني