تكريما ا للأستاذ الحاج بوشعيب فقار

مسار حافل بالمنجزات التنموية المندمجة

احتضن مركز تكوين المعلمين والمعلمات غاندي بالدار البيضاء يوم الجمعة 4 فبراير 2011 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال حفلا تكريميا لمسار الأستاذ الحاج بوشعيب فقار
العامل السابق على عمالة مقاطعة الحي الحسني، وذلك بمبادرة من نيابة الحي الحسني لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، حيث تعزز هذا الحفل الإعتباري بحضور عدد وازن من الفاعلين في مختلف القطاعات التربوية والجمعوية والسياسية والفنية. وقد ألقيت في حق المحتفى به عدة شهادات تبرز مختلف الخدمات الجليلة التي أسداها على مستوى النهوض بشؤون التنمية المحلية والجهوية بالدار البيضاء على شتى الأصعدة. في ما يلي نص شهادة السيد حميد ميسور، نائب وزارة التربية الوطنية بنيابة الحي الحسني:
<<الفاضل المحترم  الأستاذ الحاج فقار العامل السابق لعمالة مقاطعة الحي الحسني والمحتفى به؛
السيد عامل مقاطعة الحي الحسني ؛
الفاضل المحترم السيد عبد الرحمان اليوسفي ؛
السيد ة مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء الكبرى؛
السيد الكاتب العام للعمالة ؛
السادة البرلمانيين ؛
السادة رؤساء الدوائر ؛
السيدات والسادة نائبات ونواب وزارة التربية الوطنية بالجهة ؛
السيدات والسادة أعضاء أسرة التعليم المحترمين ؛
ضيوفنا الأعزاء  ؛

يشرفني أن أرحب بكم في هذا الحفل الذي نقيمه احتفاء بالأستاذ الفاضل الحاج بوشعيب فقار العامل السابق على عمالة مقاطعة الحي الحسني، منوها بحضور السيد العامل الجديد الأستاذ امحمد كردوح ، هذا الحضور الذي نعتبره إشارة قوية لاستمرار الدعم اللامشروط لقطاع التربية والتكوين.
وإذا كان حضوركم الوازن في هذه القاعة ،من مسؤولين ومثقفين وفنانين ورجال إعلام ، إنما يدل على تقدير كبير للأستاذ المحترم الحاج بوشعيب فقار، فإنه جاء ليشكل  لحظة من لحظات ترسيخ قيمة الاعتراف بالجميل وإشهاد الآخر على تشبثنا الثابت في هذا القطاع  بقيم المحبة والامتنان لمن قدموا خدمات جليلة  لقطاع التربية والتكوين الذي يعتبر من أوفر وأغنى العوالم في ربط وتمتين القيم الأخلاقية النبيلة بين الجميع .
فنحن الذين خبرنا هذا الرجل من موقع المسؤولية ،ووقفنا بالدلائل الملموسة على عطفه الخاص والنوعي على المؤسسة التعليمية واهتمامه المستمر والنافذ إلى أعماق المسألة التعليمية في العديد من مناحيها منذ تنصيبه عاملا على عمالة مقاطعة الحي الحسني سنة 2004 . فقد ظل الرجل - وما يزال - خير سند لهذا القطاع في تأهيل المؤسسات التعليمية  المتعددة بهذه العمالة ،وتحسين فضاءاتها ، والإسهام في تحسين شروط عمل المدرسين والإداريين. كما ظلت عنايته بتأمين أمن المؤسسات ومحيطها، وسلامتها حاضرة بقوة في مبادراته وتحركاته. ولم يكن يبخل على هذا الميدان بالنصح والتوجيه، فكان بذلك خير مشرف وخير شريك. تدل على ذلك العديد من البرامج والمشاريع التي ساندها بدون قيد أو شرط  سواء في علاقته الطيبة والحميمية مع نواب الوزارة المتعاقبين على نيابة الحي الحسني، ومع المسؤلين على قطاع التربية والتكوين بهذه الجهة سواء في عهد الأستاذ نصر الدين الحافي أو في عهد الأستاذة خديجة بن الشويخ،وكذا بمختلف الشركاء والفاعلين أو المحسنين الداعمين لمبادرات الإصلاح في هذه العمالة ، أوفي برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبذلك يكون الحاج بوشعيب فقار مسؤولا من تلك الطينة الناذرة التي وعت خير الوعي الشعار الذي رفع منذ صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى اليوم والمتمثل في كون التربية أسبقية وطنية وقاطرة حقيقية للتنمية الشاملة. مسؤولا تمكن من الملاءمة بين عمله كرجل سلطة وبين الحفاظ على القيم الإنسانية النبيلة التي آمن بها في علاقاته مع كل أصدقائه  ومع كل من اشتغل معه أو إلى جانبه.
وليس غريبا أن نلمس في هذا الرجل هذا الدعم القوي للمسألة التعليمية ، وهو الذي ظل وفيا لمهنة المدرس- منذ أن كان أستاذا بثانوية محمد الخامس بالبيضاء، ثم بمعهد التكوين الإداري فمدرسة تكوين الأطر بالقنيطرة،وأخيرا بالمدرسة الإدارية بالرباط-  أسلوبا ومنهجا وتصورا حتى في علاقاته وهو يمثل رجل السلطة . إذ يشهد الجميع على أن الرجل كان ميالا أشد ما يكون الميل إلى التدبير الحكيم الذي يعتمد أسلوب الحوار والإقناع بالتي هي أحسن بكفاءة عالية مكنته من تحقيق كثير من المكتسبات بهذه العمالة. وبالتالي فقد ظلت مهنة المدرس حاضرة فيه ومازالت ملتصقة به حتى وهو يشغل مهمته الحالية بامتياز كمحافظ لمؤسسة مسجد الحسن الثاني  .
كل هذا يدفعنا إلى التأكيد مرة أخرى على أن هذا الاحتفال- الذي لا يرقى إلى قدر هذا الرجل – إنما هو ذو طبيعة رمزية تحمل كل معاني الوفاء،وأصدق معاني المحبة،وترسيم أجمل لحظات التعبيرعن الاعتراف. ونحن في غمرة احتفالنا بالأستاذ الحاج بوشعيب فقار نؤكد على إيجابية  ما لمسناه منذ اللقاء الأولي مع السيد العامل الجديد على عمالة مقاطعة الحي الحسني من رغبة أكيدة وعزيمة قوية في تقديم كل المساعدات الممكنة لقطاع التربية والتكوين بهذه العمالة، وهو الذي راكم تجربة محترمة بعمالة سيدي قاسم، نتمنى تطويرها معنا لمصلحة الناشئة بهذه العمالة.
في ختام هذه الكلمة  أود أن أنوه بمجهودات كل الذين/ اللواتي ساهموا معنا في إحياء هذه الالتفاتة النبيلة والإنسانية إن بالدعم أو بالحضور أو بالتنشيط ،وكلهم  إنما جاءت بهم  دوافع محبة هذا الرجل وتقديره.
فشكرا لكم جميعا ، شكرا لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة وهنيئا للأستاذ الفاضل الحاج بوشعيب فقار بهذا الحب الصادق والكبير .
محبتنا الصادقة لك ولأسرتك

كلمة  الأستاذ الحاج فقار العامل السابق لعمالة مقاطعة الحي الحسني والمحتفى به

بسم الله الرحمـــــــان الرحيـــــم

أستاذي الجليـــل: السيد عبد الرحمان اليوسفي
الأحبة الكــــرام، عزيزاتـــي أعزائــــي.

في مثل هذه المواقف يزداد اعتقادي قوة بأن الألفاظ  تضيق عن مدلولاتها، و تقصر عن معانيها و غاياتها، فلا تعكس إلا جزءا جد يسير من المكنون في النفس، و إلا قسطا جد ضئيل من الإحساس بما يخامر القلب، ذلك أن كلمـــات مثــل الشكر، و التقدير، و الامتنان، و العرفان و غيرها لن تستطيع أن تواجه هذا السيل الجارف من كرمكم و من احتفائكــم بشخصي المتواضع.
ثقوا أيها الأحبة، العزيــزات و الأعــزاء، أنني أقصر قامة بكثــير من القامة التي رسمها لي نبـل عواطفكـم، و كــريــم أخلاقكم، لقد وضعني اهتمامكم في موقع أكاد أصدق فيه.أنني مررت من هنا، و أنني قد أكون فعلت شيئا يدل على ذلك، لكنني حينما أبحث في سجلاتي عما يمكن أن أكون قد قمت به من "فتوحات" أجدها سجلات فارغة إلا من شيء واحد وحيد، و بسيط جدا، هو صدق محبتي لكم، لم أقم بشيء، ولم أحقــق مستحيلا، و لكنني فقط أحببــتكم جميعا، ليس لدي من عملة أمد بها يدي سوى المحبة.
وإذا كان ما تقومون به اليوم نوعا من الاعتراف بذلك، فاسمحوا لي أن أهمس لكم أنكم قد قايضتم تلك العــاطفة بثمـن باهض جدا و ليس لي من تعويض لكم إلا أن أعاهدكم عهدا صادقا على استمرار وفائي، و إخلاصي لكم إلى أن ألـقــى الله تبارك و تعالــى.
الأخـوات الفاضــلات، الإخوة الأفاضل: مبادرتكم هذه، و لقاء الإخوة و الأصدقاء في هذه الجلسة الحميمية، يجــعلنـي مرتاحا و مطمئنا إلى صواب قراري يوم غادرت حقل التعليم سنة 1972 و التحقت بسلك رجال السلطة، حيث وجـهت وجهتي نحو المواطنين، و الوقوف بصفــهم، و مشاركـتهم ألامهم، و آمالهم، فكان من حسن المنطق أن تقــوم بـعض فعاليات المجتمع المدني، و المعهد العالي للصحافة، و أنتم اليوم نساء و رجال التعليم، بالتفاتات كريمة و قوية، ترمم ما هدمته خمس و أربعون سنة من كـياني، و تخفف عن الكـاهل ثقل هذه السنين الطـويلة التي انتسبت فيها للـوظيفة العمومية.
لقد أمضيت موظفا بالدار البيضاء وحدها ما يقرب عن ثمان و ثلاثين سنة منها أكثر من أربع و ثلاثين سنة مارسـت خلالها مهمة رجل سلطة بهذه المدينة و أحمد الله تبارك و تعالى أنني أنهي هذا المسار بينكم معززا و مكرما، ذلك أن التجربة أكدت لي أن الرجل المسؤول عادة لا يصبح مستســاغا بعد أربع أو خمـــس سنوات، إذا كان شخصا عاديــا، أمــا إن كان به خلل ما، فإن علاقته تصبح عــلاقة جــامدة ممنوعة من الصرف، و يصبــح شخصـه موضــوع أمنــية للصــرف، فالحمد لله الذي هيأ لي أسباب البقاء بينكم في مهمة أشرف و أنبل: وهي ما تبقى لي من "صرف".
فإليكم جميعا خالص تقديري و وافر امتناني و إليكم جميعا خالص مودة أبنائي و حفدتي الذين يوجد بعضهم الآن بيننا، و الذين يعيشــون اليوم ساعــات من أزهــى و أسعد ساعــات عمرهم لأنهم يستلمـون في هذه اللحظات ثـمن المشــقة و الكفاف، و الشدة التي عانوها في حياتهم معي، وأنا أبعدهم عن الانبهار بالسـلطة و مغرياتها على أنني استسـمحكم في أن أخص بالتقــدير و الامتنــان كلا من الأستاذ حميد ميســور نائب وزير التربية و التعليم العالي و تكــوين الأطــر بعمـالة مقاطعة الحــي الحسني، و الأستاذ و الأخ الحــاج أحمــد جبران و الحـاج زيدان العايـدي على المجــهود الـذي بذلوه في التنسيق لهذا اللقاء، و تحياتي إلى كل رجال و نساء التعليم بأكاديمية جهة الدار البيضاء على نبل شعورهم، و كــريم إحساســهم.
وألف شكر على كل الكلمات الطيبة التي قيلت في حقي، و أتمنى لكم جميعا دوام الصحة و طول البقاء، و أن يريكم الله في أبنائــكم و أحفادكم، ما تتمنونه، و ترجونه منه، و أن يجعل خواتمنا خـيرا و بــركة، و ليعتبر كل حــاضر في هــذه القاعة أنني أخصه، بعناقي، وبشكري و تقديري و مودتي و احترامي، و أؤكد للجميع أنني سأبقى رهن إشـــارتكم في كل ما ترون أنني قادر على القيام به.


و الســـلام عليكم و رحمــــة اللــــــه

بوشعيب فقار

كلمة  الأستاذ الحاج أحمد جبران المدير المؤسس لمجموعة مدارس المصباح

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذنا الكبير، الوزير الأول السابق السيد عبد الرحمان اليوسفي
السيد عامل صاحب الجلالة السابق والمحتفى به اليوم السيد الحاج بوشعيب فقار
السيد عامل صاحب الجلالة على عمالة مقاطعة الحي الحسني
السيد الكاتب العام لعمالة مقاطعة الحي الحسني
السيدة مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة الدار البيضاء الكبرى
السيد نائب وزارة التربية الوطنية بنيابة الحي الحسني
السيدات النائبات والسادة النواب بنيابات وزارة التربية الوطنية بجهة الدار البيضاء الكبرى
السيد رئيس مقاطعة الحي الحسني
السادة أصدقاء السيد الحاج بوشعيب فقار
السيدات والسادة رؤساء جمعيات المديرين والمفتشين بنيابة الحي الحسني
أيها الحضور الكريم،
أتشرف بأن أرحب بكم جميعا وأن أشكركم على تلبية الدعوة والحضور إلى حفل تكريم رجل عزيز ومحبوب لدينا جميعا ألا وهو السيد الحاج بوشعيب فقار، وذلك أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي في التعليم الخصوصي بنيابة الحي الحسني المنضويين جميعا تحت لواء الجمعية الوطنية للمدارس الخصوصية، ويكفي رجال ونساء التعليم الحر أو الخصوصي فخرا واعتزازا أن يكون الحاج فقار من قدماء تلاميذ المدارس الحرة بالدار البيضاء، كما تجب الإشارة إلى أن الحاج فقار كان أستاذا بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء وذلك قبل أن يلتحق بسلك رجال السلطة الذي قضى به 34 سنة كانت كلها إنجازات ومشاريع اجتماعية حظي منها التعليم بمختلف مستوياته بنصيب كبير: من بناء مدارس ابتدائية، وإعداديات، وثانويات وإصلاحات كبيرة في الكليات والمعاهد العليا ، سواء في الحي الحسني أو الحي المحمدي أو البرنوصي أو عين السبع أو سيدي عثمان أو مولاي رشيد والدار البيضاء آنفا والأمثلة كثيرة ومتعددة، كما كان له السبق منذ سنوات خلت في توزيع المحافظ بأدواتها وكتبها في بداية كل موسم دراسي وتوزيع النظارات على ضعاف البصر من التلاميذ المحتاجين إلى غيرها من الأعمال الاجتماعية والخيرية التي أنجزت على يده والتي سأذكر منها بعض الأمثلة فقط مثل:
•    العمل على إنشاء وتأسيس العديد من المساجد بمختلف أطراف الدار البيضاء بواسطة المحسنين والأصدقاء.
•    العمل مع المحسنين على بناء العديد من المستوصفات بالدار البيضاء أو ترميم القديم منها وتجهيزها وتجهيز بعض مستشفيات الدار البيضاء بكل ما تحتاجه: مثل مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، ومستشفى بن امسيك وإصلاحات وتجهيزات في مستشفى ابن رشد الخ...
•    تأسيس الخيرية الإسلامية بسيدي البرنوصي مع مجموعة من المحسنين على رأسهم المرحوم الحاج محمد السقاط وتوفير مصادر الدخل الدائمة لها وترميم الخيرية الإسلامية بمولاي رشيد وإحداث مركز إيواء للأطفال بالحي الحسني.
•    تأسيس العديد من دور الشباب بأحياء الحي المحمدي ومولاي رشيد وسيدي عثمان، والحي الحسني.
•    الإسهام في العديد من الأندية الثقافية بالدار البيضاء.
•    العمل على تأسيس عدد من المكتبات، وعلى رأسها المكتبة الجامعية محمد السقاط التي عمل على تحقيقها ابتداء من البحث عن الأرض لإقامتها إلى أن فتحت أبوابها، ووضع فيها خزانته الخاصة بما يفوق 3000 كتاب.
•    هو أول من نادى في الدار البيضاء بضرورة إسهام المنعشين العقاريين في إحداث مرافق عمومية بمشاريعهم، ووضعها مجانا رهن إشارة القطاعات الحكومية المعنية بالأمر وتبنت السلطة بالدار البيضاء هذه الفكرة مما أصبحت معه بعض الإدارات تتسلم من هؤلاء المنعشين مفاتيح المؤسسات أحيانا مجهزة...
•    تشجيع القطاع الجمعوي من أجل تقوية المجتمع المدني ليلعب دور المصالحة بين المواطن، والإدارة التي كان معروفا عنها العمل بعيدا عن هموم المجتمع...وتطلعاته.
•    الارتباط الوثيق بالفعاليات الثقافية، والفنية، والرياضية ومشاركتهم مشاكلهم...زرعا للثقة في نفوسهم...واحتراما لكل ما يقومون به من أجل تكوين مرجعية فكرية وثقافية لهذه المدينة........
والأمثلة كثيرة، وكثيرة جدا، وقد توصل السيد الحاج فقار بمئات من رسائل الشكر كتابية وشفوية وشواهد تقديرية تتعلق بكثير من منجزاته.
هذه الأمثلة التي ذكرتها لكم تمثل فقط جزءا ضئيلا من منجزاته خلال 34 سنة التي قضاها في سلك السلطة بالدار البيضاء والتي يمكن أن نقدرها بواحد على الألف من مجموع منجزاته بهذه المدينة المحظوظة والسعيدة بابنها العظيم، والذي لم ينافسه فيها أحد في مجال العمل الخيري والاجتماعي. فهنيئا له.
فهو بهذا، يستحق منا كل تقدير واحترام وإجلال لأنه رجل فاضل ومنبع الفضائل الذي يرشف منه وهو رجل قل نظيره، ويمكن أن نقول فيه ما نشاء من الصفات الفاضلة والأخلاق السامية ولا حرج، لأنه في الحقيقة عملة غالية نادرة، فهو رجل مؤمن بالمبادئ السامية، ويحمل من الصفات الكثير: كالصدق، والثقة، والأمانة، والإخلاص، العفة والوفاء، والنزاهة والصراحة والشفافية، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل خدمة الصالح العام، رجل الروح الوطنية العالية، رجل تفانى في خدمة مدينته، وبالتالي خدمة وطنه بكل صدق وأمانة وإخلاص، لا يعرف في ذلك الكلل والملل، محبوب لدى كل من عرفه أو عاشره أو عمل معه، متعلق بالأخلاق النبيلة والصفات الرفيعة، صادق في أقواله وأفعاله، لا ينافق ولا يخاف في صدقه في أقواله وأفعاله لومة لائم، رجل ليست له أطماع شخصية يريد أن يحققها من وراء عمله الاجتماعي بل كان كل همه أن يؤدي الرسالة التي آمن بها وألزم نفسه بأدائها على الوجه الذي يرضيه ويرضي ضميره، ويستجيب لمصلحة مجتمعه وأبناء مجتمعه وقد انصهرت تلك المبادئ والفضائل التي تشبع بها في لحمه ودمه، فكأنه قد رضعها مع كل قطرة حليب، وبمثل هذا الإخلاص والتضحية والتفاني تبنى الأوطان.
وإننا كأصدقائه المعتزين بصداقته، نرى فيه دائما صديقا ومرشدا وأستاذا ومغيرا لمجرى حياة الكثيرين ممن عاشروه وتأثروا به، وله في ذلك فضل كبير، كما نرى فيه أبا حنونا بالنسبة للمواطنين، فأعظم به من رجل عظيم وأكرم به، من رجل كريم، كثر الله من أمثاله وأمثال أمثاله حتى يكون لدينا في كل مدينة من مدن المغرب رجل مثل الحاج فقار يخدمها كما خدم الحاج بوشعيب فقار مدينة الدار البيضاء التي أسدى لها خدمات وأياد بيضاء لا تقدر بثمن، كل ذلك نابع من حكمته وتبصره وحسن تصرفه ومعاملته الطيبة، حيث استطاع أن يقنع عددا كبيرا من معارفه وأصدقائه بإنجاز مشاريع اجتماعية لخدمة سكان مدينة الدار البيضاء وخاصة المحتاجين منهم، وقد تم كل ذلك في صمت وفي تواضع، فالعديد من المشاريع والإنجازات التي عرفتها الدار البيضاء والتي قدمت للمصالح الحكومية، كإنجازات مجانية، ربحت من ورائها الدولة مئات بل ربما آلاف الملايير وبهذا يعتبر الحاج فقار ربحا كبيرا للدولة كما يجب أن نشير إلى أن الاهتمام بالمجال الاجتماعي، والتركيز عليه، يتماشى وينسجم مع السياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في المجال الاجتماعي مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
أيها السيدات والسادة أستسمحكم أن ألقي على مسامعكم مقطعا شعريا في الموضوع نبع من قلبي وجادت به قريحتي وعنوانه:
"حسبك الفضل مخلصا لبلادك".
حسبك الفضل مخلصا لبلادك
ووفيا للعرش عاش العظام

يا أبا الفضـل يا فقار هنيئا    برضى ملك البـلاد الهمام

أيها الرجل العظيـم هنيئا    حزت فخرا وجـاءك الإلهام

قد ملكت القلوب أنت عظيم    من ذوي الفضل من كرام عظام

مكمن الحب في القلوب هنيئا    به نلت الرضى وجاء المرام

قد أيقظتم في القلب جذوة حب    بجليل الأعمال أنتم عظام

لكل زمان الرجال العظام    من ذوي الفضل والوفاء كرام

كل لفظ مهما سما بالمعاني    لم يحط بالمراد غاب التمام


أيها السيدات والسادة،
نطلب من الله تعالى أن يمتع السيد الحاج فقار بالصحة والعافية وطول العمر، حتى يبقى حاملا لهذا المشعل، وحتى يبقى منارة تستضيء بها الأجيال في الحاضر والمستقبل، وهو سيبقى رمزا خالدا في تاريخ الدار البيضاء بصفة خاصة وتاريخ المغرب بصفة عامة، جزاه الله عن أعماله العظيمة خير جزاء والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أيها الحضور الكريم،
يجب أن لا ننسى أن نهنئ السيد عامل صاحب الجلالة الجديد على عمالة مقاطعة الحي الحسني الذي حظي بثقة صاحب الجلالة ورضاه، باختياره وانتقائه لهذه المهمة الصعبة، والذي سبقته إلى منطقتنا أصداؤه الحسنة وسمعته الطيبة بسبب ما حققه من نجاحات كبيرة وإنجازات في العمالة السابقة التي عرف فيها لدى الجميع بجديته وتفانيه وإخلاصه في عمله لخدمة الصالح العام، نتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

جانب من فعاليات الاحتفال

{gallery}fakar{/gallery}

Photo: ZAHRA ALGO